الأربعاء، 16 يناير 2013

قـــرنفلة الربيـــع


مازلتِ تفعلين ماترينة مناسباً .. أحترم ذلك سيدتي .. يومها مضيتي برغم صيحات الحب .. أحترم ذلك سيدتي .. متخطية كل لافتات الرجاء .. ومازلت احترم ذلك قاتلتي .. 
فهل ستحترمين وتغفرين يوما مافعله عقلي؟ ..
كل ماأعلمة .. أني فعلت يومها مارأيتة مناسباً .. فألتمسي لعقلي عزراً .. فقلبي يرفض الغفران! .. 
رأيت يومها قوي الطرد الواقعية سيدتي تقف هناك مبتسمة محتفية بإنتصارها .. نعم .. أخيرأ دقت أخر مسمار علي تابوت قوي الحب المركزية .. علمت منذ لقائنا الاخير أن تلك الإبتسامة قد تضاءلت .. كان كل ماحولنا حينها يوحي بالنهاية .. كنا يومها نمشي جنبا إلي جنب انا وانتي والفراق ..
يالله !!.. كم هي غريبة تلك الأقدار وكم قاسية هي المشيئة !.. 
هاهي  تقص شعر المسافة الطويل .. محيلة إياها لمنطقة يتيمة منزوعة التلاقي .. تلك الاقدار لا تعنيها الأشجار الشاهقة على حواف الجداول .. ولا تعبأ لمن يمضي أو يعود .. وكأنها تشن حرب أزلية كي لا يجتمع الندى فجرا .. فأعزري قسوتها.. 
ولكن دائما  ستبقي هناك أشياء في الدفاتر القديمة .. بضع أوراق وفية للذكري .. حفنة كلمات في الوجدان .. قصصا بلا عناوين .. أشواق متقدة  ..حروف بلا نقاط .. قصيدة وقلم وشاعر غائب .. رواية ناقصة الفصول  .. قمر ورقصة على البال .. 
أعلمي يقيناً سيدتي .. أني سأظل أفتقد شعيرات الضوء التي فقدتها ذاك المساء .. التي ذهبت ومعها توقيعها المحفور علي القلب .. سأفتقد تلك الإبتسامة وذلك اللؤلؤ في عينيك .. سأفتقد وجعنا المحبوس في محارة مدفونا بعيدا هناك في مكان ما في قاع المحيط..
أعزريني أميرتي .. لك الود عدد ماهاجت الأحزان  .. وعدد ما أتسعت للدمع المآقي  .. لك ودي .. ولا أحمل لك غيره عهداً القية عليك فأحملية عني إختياراً.. 
وأعاهدك .. سأظل حاملاً في هامش الخاطر حرفا وفي حافة البال دوما ذكري ..
أتمني أن يظل الود بيننا باقيا .. وهنيئا لمن فاز بمقام في محراب قلبك ..
كل عام وانتِ قرنفلة ربيعية كما عهدتك وكما سارأك دائما ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق