الأربعاء، 16 يناير 2013

زائــــري



رغم مرور أكثر من أربعة أشهر علي أخر لقاء بيننا .. مازلت أتزكر تماما حضورة الاخير .. جاء يتفقدني قبل سفري بسويعات .. متسلللاً وكأنة يودعني سرأ ..ذلك العصفور .. كم أعشقة! .. يزورني دأئما عند نهايات المواسم عند بداية حصادي الخواء .. وفياً جداً للذكري ..
برغم مرور عدة مواسم بيننا ..نتقابل كعاشقين سراً نتوشح الغموض .. كل منا يحاول قراءة الاخر .. لقاءنا كجلسة يوغا تعمل فيها جميع الحواس جسورًا إلا جسر الكلام .. كل منا يحب الأستماع للأخر ..
من أنت ياصديقي؟؟ .. وماقصتك معي ؟؟
أأنت مبعوس الطبيعة لي .. تحاول ان تعتذر ؟
أم أنت غيمة أخطأت أرضها ؟
مصيرها الهروب والفرار ؟
ام حلما جاءني يلتحف الظلام  وسيرحل مع بوادر النهار ؟ 
أظن أنك الرحمة التي تدرك الأخيار والأشرار..
وتذكرةً بأن الحياة حلاوةً ومرار .. 
أم أنت وحي لعقلي الذي إمتهن الاسفار ؟ 
ذلك العصفور .. 
هو القلب الذي يتسع كل يوم أكثر لنسمة قصـية ..  
لشيء ضبابي مجهول الملامح والثياب والهوية .. 
لزيارة ملائكية .. 
له القلب والنبض والشتلات الصبية .. أليس كذلك ؟  
أم أنك المهالك والأوهام الشقية ؟ 
قل لي .. أأنت نداء الله والحقائق الأبدية ؟ 
كعادتة دائما .. يقف هناك صامتا .. مراوغا .. يمارس معي دور الضحية ..
صديقي لا ضرورة للمراوغة فكل منا اختار قدرة .. كلانا يعلم حقائقة الذاتية ..
ذلك العصفور ! ..
فقط أخبرني ياصديقي .. أخبرني أنك صوت الروح وما تسمعه الأذن الصماء وما تراه الأعين العمياء ..
قل لي أنك ما باحت به الأسرار والشواهد الخفية .. 
أهو ذا ؟
أم أنك حزن آخر .. ورحيل وأفتراق لمودع أخر؟ .. يذهب رغم تأخر الوقت ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق