الأحد، 20 يناير 2013

عـــالم جـــديد




هذه الكلمات الخالدة .. عميقة بمعناها .. رائعة بسموها..بعيدة بمغزاها..غنية بالمعرفة الجوهرية بالحياة..متشحة بثوب من النور الإلهي العظيم..موشاة بورود الجنان وزهور الفراديس..
دعوة للتفكر..تحدي لإدراك ما فيها من نعم لا تحصى..حكمة أزلية أبدية..

أقلبها على كل وجوهها..أحاول الغوص إلى قعرها البعيد عن الأفهام المحدودة..تبهرني للآلئ السماوات .. كنوزها الخفية ومباهجها التي تخفى على قلوب وأبصار الجهال الأغبياء..تجد طريقها إلي أعماق قلبي..
هذة الكلمات اكتبها على غلاف دفاتري ، أنقشها على حجارة الأرض..على أوراق الأشجار..أرسمها بأصابعي فوق صفحة البحار..أحفرها على صخور الجبال..و في زوايا بيتي شمسا ساطعة تنيرني بأنوارها السنية ليل نهار..
"عيشوا لها عيشوا بها وأحيو من أجل ان تفهموها حق الفهم".
هنئيا لمن نهل من مشربك الإلهي أبتي..هنيئا لمن فاز بحق المواطنة لدوحك المبارك..سيد كوكبٍ دريٍ لا نهائي كل يوم هو في شأن..

هذا العالم الجديد..لا يكون إلا بجمال أنفسنا وتقواها وطهرها وحدنا نخلق حولنا عالما جميلا كل الجمال..رائعا كل الروعة..جليلا كل الجلال تسمو الحياة فية حتي الكمال..فالعالم الخارجي هو صورة عن عالمنا الداخلي..هو صورة عما يجيش في أعماقنا من أفكار ومشاعر وإنفعالات..فمن تضيء قلبه أنوار الحق يرى الحق ينير الأرض والسماوات..أما من أظلم قلبه فإنه لا يرى حوله إلا الظلمات..فالذي يضحك تضحك له كل الكائنات..ترقص له الأشجار والنباتات..تتمايل عند رؤيته قامات الورود الممشوقة ويحييه الشباب والشابات..تحتفل بمقدمه الحقول والسهول والغابات..تسير وراءه مواكب الأطفال وتعزف له ملائكة الرحمن أروع الألحان وأجملها.. فتنتشي روحه غبطةً وهناء سكيرة هذه الخمرة العلوية..

ذاك العالم..خيوط نور الفجر الوهاجة تتألق منيرة كل مكان فية..نسائمه تهب عليلة ندية..أنوار شمسة ساطعة تتغلغل في ذراتك فتحييها..الجميع فية سواسيةً..حباً وسلاماً..فكل شيء فية سخر لك لتتواضع لا لتتكبر..لتنظر إلى الناس بعين الرحمة لا لتقسو عليهم وتعاملهم بغلاظة وفظاظة شيطانية..عالم فية تحاسب نفسك ثانية بثانية..

آن الأوان لنسمو..لنطلب حق اللجؤ لذاك العالم العلوي..لنهجر هذة الظلمات والعوالم السفلية..لنصحو من سباتنا الدنيوي العميق..فهاهي أحاسيسنا قد ماتت مدفونة عميقا هناك في مقبرة الأنانية والمنافع الشخصية الجهنمية..آن لها ان تبعث من جديد.. 
فالحب في ذاك العالم الجليل يغمر كل شيء ويتغلغل في كل شيء ويضم إلى حضنه الدافئ كل شيء فتتفجر ينابيع الحياة العذبة في القلوب وتسيل رقراقة في العروق..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق