الاثنين، 21 يناير 2013

أنســيةٌ جنيـــةٌ ..



بأي حق قد سفكت دمائي ..بإسمك يالله ؟؟.. أبحقك أستبيح قلبي ؟؟ ..

هل هو ذنبي يا ألله إن وقعت كالمجنون في حبها ؟؟ ..

هل هو ذنبي أن عشقت براءتها التامة ورقتها اللامتناهية وبسمتها الإلهية التي تحيي وتميت ؟؟ .. 
لقد خلقتني ووهبتني قلبا حنونا..طيبته عظيمة وعطفه كبير ثم تركتني وشأني .. وما إن وقعت أنظاري عليها حتى أحسست نحوها بحب جارف ونار عجيبة ..لهيبها السماؤي القوي لا تطفؤه بحار العالم ومحيطاته مجتمعة..كسهم كيوبيد إفتري عزرية قلبي ولم يخطيء هدفه .. 
فجأة وجدتني محاط بقيد نظراتها الفتاكة تسقيني خمرة لا صحو بعدها..سحرها الفينوسي العجيب وحسنها الذي تضل العقول في اكتشاف كنهه الرباني وسره العميق.. 
أنت ربي أعلم بحالي قبلها..فقد كنت قبل أن ألتقي بها ضائعا..هائما..لا أعرف الحب وسلطانه العجيب على القلوب ..هذا السلطان الذي يحطم القيود والسجون والسدود والحدود والأقفاص..يطلق النفوس حرة في أجوائه العلوية النقية فتنتشي بخمرة الآلهة تسكبها أياد غير منظورة فيها فتثمل من فرط حبورها تسجد أمام عظمتك حامدة إياك على هذه النعمة الجميلة والبركة الربانية التي لا تستحقها إلا النفوس المتعطشة للإكسير الفردوسي اللذيذ..شراب الأرباب في جناتها القصية .. 
أنت اعلم مني ياالله بقدري..إرادتك فوق إرادتي..فلماذا تركت أناملها الحريرية تصافحني.. ؟؟ لحظتها شعرت بهيبة عجيبة..خشية خفية فانخلع فؤادي هولاً..شرد فكري وساح في الأبعاد اللامحدودة..ذهلت حقاً..همت متسائلاً عن سر سحرها الفتان..جمالها القاهر..أنوثتها الحيية وجاذبيتها التي تسحق عفة الناسك وطهر الملاك ونقاء المتبتل.. 
حقا ليس ذنبي يامليكي أن يملكني سنائها الفينوسي ..

ليس ذنبي ان اقف حائرا مرتجفا وضائعا وسط عذوبتها العشتروتية ..فهي بلقيس إمتلكت كل نفيس .. 
ليس ذنبي أن أطيل النظر نشوانا صامتا إلى بسمتها العذبة التي يضاهي سحرها بزوغ الفجر وشروق الشمس على السهول والتلال والجبال.. أبحر في ضياء عينيها ناسيا أرض العهر والكذب والشياطين..ناسيا همومي ومتاعبي..ناسيا آلامي وأوجاعي..و مآسي الحياة كلها .. أتأملها كما يتامل العاشق المؤمن صور القديسين والقديسات في هياكل العبادة ..كالمولع المتيم بالفنون الجميلة  واللوحات الفنية الرائعة التي رسمتها ريشة عمالقة الرسم على مر العصور في أهم المتاحف العالمية.. رافعا آهات الإستحسان ..شاعرا بلذة فائقة..كما يتأمل العابد الصادق عجائب الله ويتحدث عنها بحماس عظيم ويقين كبير..دون ملل أوتعب ..
أتأمل وجهها الصبوح الذي يخجل البدر منه إن رأه .. 
ليس ذنبي أن تصبح حبيبتي الأبدية..معشوقتي السماوية..نور قلبي وبهجة نفسي .. 
يومها رفعت نظري إليك شاكرا..فقد وهبتني ياإلهي هذه الفاتنة الأسطورية ..كل من يراها يسبح ويسجد أمام سدتها الفخمة البهية خاشعا حامدا شاكرا .. 
معها ياإلهي عرفت السكينة..إسترجعت مجدي الذي فقدته منذ ملايين السنين..أنام ملء عيني على صدرها الحنون..أستغرق في سبات عميق..أرتاح قليلا من أتعاب الحياة الأرضية..أذوق طعم السكون ..أنتشي بخمرته المعتقة العجيبة .. 
فكيف بعد ذا ياإلهي افقدها ؟؟ 
كيف افقد بلسم جراحي النازفة..الترياق الشافي لأحزاني وأشجاني..الماء العذبة المباركة التي أحيت زهرة عمري الزابلة ؟؟

كيف وقد رأيتك من خلالها ؟؟  رأيت النقاء وعفة النفس الطهور في شخصيتها السماوية الكريمة ..

كيف ؟؟ ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق