الأربعاء، 17 أبريل 2013

غربتي

يوم أخر يتزحزح ببطئ ممل...استند الى الجدار البارد..استنشق الهواء البارد..هذا لا يكفيني..رئتاي لاتجدان ما يكفيهما في هذه الغرفة الكئيبة..حيث الهواء مستهلك والافكار مبتورة..والاطياف تملأ جنباتها الضيقة..كل من تزكرتهم خلال الايام الاخيرة يرفضون النزوح عن مملكتي الى حيث ينتمون...يستهويهم الصمت الصاخب هنا..يستلذون انيني المسكوب في قوالب الضجر...القي قميصي الرمادي على جسدي ...وادلف خارجا كلص متسلل من سجن ملعون..تلفحني سياط الامطار الغزيرة خارجا..احس بدواخلي تنفتح تلقائيا لاستقبال اكبر كمية من الهواء..لايهم ان جرحت رئتاي..الاهم اني اتنفس ملء الكون ما يحلو لي من برودة تفتك بالدفء وتجعل الجسد يرتعش..نشوة ربما...لافرق...امنح خطواتي كل الصلاحيات المتاحة..لتاخذيني اينما شأت...مدركا ان عقلي الباطن كجلاد لايروقه الا الانصياع لقوانين مدت منذ ابد منعدم...هذا انا لا اجدني الا في هبوب الرياح..في انحسار الشمس للغيوم الداكنة..في هطول المطر...ارفع نظراتي الى السماء..هذه نتف سوداء تلاحقني...ادرك انها لي ومني والي..هذه الغيوم السوداوية اللون والهطول..تدرك حجم احلامي واحزاني واوجاعي..تدرك كيف تلامس ندوبي دون ايذائي...تسايرني ...لحظات الهروب من اطيافي المستعمرة لغربتي..تمتد دهورا وقرون...اجوب فيها عالم التحرر من الالم..عالم البوح..واطلاق سراح الافكار السجينة في الفضاء الرحب...قد اعود لغرفتي لاسكب هذا الحبر حروفا على فراغ الصفحات المنتظرة منذ عقود...او لا اعود..

هناك تعليق واحد:

  1. الله عليك مقطوعة جميلة جدا يا دافئ الاحساس .. تم النشر في الفيس بوك

    ردحذف